20 دولة تتطلع للقاح "إسلامي" لإنفلونزا الخنازير
خالد البرديسي
الدول المنتجة حجزت اللقاحات لشعوبها وشعوب الدول الغنية
القاهرة - تستضيف العاصمة المصرية القاهرة مساء الثلاثاء 13-10-2009 الدورة الخامسة لـ"مؤتمر الدول الإسلامية المنتجة للمصل واللقاح" لبحث توحيد الجهود وتبادل الخبرات اللازمة من أجل إنتاج إسلامي للقاح المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير (إتش1إن1)، ومطالبة منظمة الصحة العالمية بدعم الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، بحسب القائمين عليه.
يأتي تركيز المؤتمر على هذه الأجندة بعد أن أصبحت قضية توفير لقاح مضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير "مسألة أمن قومي إسلامي في ظل احتكار بعض الدول إنتاج العقار وحجزه لشعوبها ولشعوب الدول الغنية وترك شعوب الدول الفقيرة والنامية فريسة للوباء"، بحسب تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" صدرت من منظمي المؤتمر.
أحد أمناء المؤتمر، الدكتور "محمد ربيع"، أشار إلى أن المؤتمر، الذي يفتتحه وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي، سيستمر خلال الفترة من 13 إلى 16 أكتوبر الجاري بمشاركة نحو 20 دولة إسلامية منتجة لـ"الأمصال واللقاحات"، ويهدف بالدرجة الأولى إلى "توحيد جهود الدول الإسلامية، والتأكيد على ضرورة تبادل الخبرات بينها من أجل إنشاء خط إنتاج للقاح المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير".
طالع أيضا:
لقاح إنفلونزا الخنازير.. فيه سم قاتل؟
وأضاف لـ"إسلام أون لاين.نت" أن وفدا من منظمة الصحة العالمية سوف يشارك في المؤتمر وأن الدول الإسلامية ستطرح عليه أفكارها الهادفة إلى إنتاج لقاحات تكفي سكانها مخاطر الوباء الجديد، في ظل احتكار الدول الغنية للقاحات المتوفرة في الوقت الراهن لهذا الفيروس، إضافة إلى مطالبة المنظمة بتوفير المعرفة اللازمة لإنتاج هذا اللقاح والتباحث معها بشأن سبل التغلب على المعوقات الأخرى التي تحول دون نجاح هذا الهدف.
وشدد الدكتور ربيع، الذي يشغل أيضا منصب رئيس "الشركة المصرية القابضة للمصل واللقاح"، على أن أزمة إنفلونزا الخنازير الأخيرة أبرزت "غياب استثمارات الدول الإسلامية في مجال الدواء بشكل عام واللقاحات بشكل خاص؛ حيث يركز اعتمادنا على الدواء المستورد بشكل كبير، ولما حانت لحظة المفاضلة كان اللقاح للدول المنتجة له أولا أو للدول الغنية التي تملك حجز كميات ضخمة منه بأسعار مرتفعة، وهو ما لم يتوافر للعديد من الدول العربية والإسلامية".
وعلم مراسل "إسلام أون لاين.نت" في القاهرة أن المؤتمر لن يناقش المخاوف التي أثيرت مؤخرا حول مدى مأمونية الدواء؛ حيث تحدثت تقارير إعلامية أن اللقاحات المتوفرة لها أضرار جانبية خطيرة من ضمنها الإجهاض والسرطان.
وفسر ذلك مصدر مشارك في المؤتمر، طلب عدم ذكر اسمه، قائلا: إن "الدول المشاركة في المؤتمر تعتبر مسألة مأمونية لقاح إنفلونزا الخنازير مسألة محسومة؛ حيث تتوفر لكل دولة أجهزتها الصحية الخاصة، والتي تتولى التأكد من مأمونية اللقاح أو العقار قبل السماح بتداوله واستخدامه".
"أمن قومي إسلامي"
من جانبها أشارت الدكتورة "عزة صادق"، المنسقة الإعلامية للمؤتمر إلى أن المؤتمر "سيناقش أيضا سبل التعاون في إنتاج اللقاحات المضادة لمرض الالتهاب السحائي (الحمى الشوكية) والدرن (السل) المقاوم للأدوية".
وأوضحت لـ"إسلام أون لاين.نت" أن بنك التنمية الإسلامي هو راعي هذا المؤتمر منذ دورته الأولى، إيمانا منه بأن "مسألة توفير الأمصال واللقاحات للدول الإسلامية مسألة أمن قومي إسلامي، ولذلك يشجع الدول الإسلامية على تبادل المعلومات والخبرات والأبحاث، لتحقيق التنمية والتكامل بين الشعوب الإسلامية في هذا المجال الحيوي".
وأنشئ بنك التنمية الإسلامي عام 1973 ومقره مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ورسالته هي "تشجيع التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي بالنسبة للدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية، وذلك حسب مبادئ الشريعة الإسلامية"، حسبما يشير البنك في موقعه على شبكة الإنترنت.
وتشتكي الدول الإسلامية والعربية من عدم العدالة في توزيع اللقاحات الخاصة بإنفلونزا الخنازير. وفي هذا الصدد قال وزير الصحة المصري أمام اجتماع لمنظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي: إن "الأوضاع الراهنة الخاصة بإنتاج اللقاحات والأدوية المضادة للفيروس، وآلية توزيعها، والتحقق من سلامتها وأمانها لا تلبي مصالح الدول النامية والأقل نموا، ولا تضمن حقوق شعوبها في الحصول على هذه الأدوية واللقاحات بكميات مناسبة في توقيتات مناسبة وبأسعار مناسبة".
وأضاف: "لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن توفير اللقاحات له آثاره الكبيرة في إطار إستراتيجية الوقاية من الوباء، وذكرت أن الإنتاج العالمي لا يكفي لتلبية احتياجات سكان العالم، ونحن نتفق معها في هذا الرأي، ولكن ليس من العدالة الصحية أن تتكالب الدول المتقدمة على حجز الإنتاج العالمي لحسابها، وتترك شعوب الدول النامية والأقل نموا فريسة للمرض، وعرضة لمخاطر الوباء".
وكانت مصر قد أعلنت مؤخرا البدء في تجارب لإنتاج لقاح مضاد لجميع أنواع الإنفلونزا ومن بينها إنفلونزا الخنازير، ومن المفترض أن يبدأ إنتاج هذه اللقاح في الربع الأول من عام 2011.